لعبة العدل
من أول السطر
إبراهيم عيسي
غريبة جدًا مصر؛ فهي التي شكرت ومدحت ورحبت وهللت منذ أيام ببدء المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري واعتبرت مصر ومعها حشد من حكومات دول الاعتدال والموالاة هذا الحدث بمثابة انتصار دولي للعدالة وللقانون هي نفسها التي تتذمر الآن وتعترض وتشجب قرار المحكمة الجنائية الدولية بالقبض علي البشير لمحاكمته في جرائم قتل مئات الآلاف من الشعب السوداني في دارفور!
يعني محاكمة من أجل جريمة قتل الحريري وعدد من الشخصيات اللبنانية تصبح شيئًا عظيمًا بديعًا محتفي به لدي حكومات الموالاة، بينما محاكمة لشخص واحد بتهمة قتل مئات الألوف شيءٌ يستحق التنديد والاستنكار والشجب! ما هذا الفصام الذهني العجيب الذي يتباهي بازدواجيته أمام العالم كله؟
قطعًا الغرب يكيل بميكالين والعدالة الدولية منحازة ضد العرب وتبول علي نفسها أمام الصهاينة والإسرئيليين، ومؤكد أن المحكمة الجنائية ومؤسسات الأمم المتحدة عاجزة وعرجاء وعمياء أمام جرائم الصهاينة في فلسطين ولا يجرؤ المدعي العام للمحكمة الجنائية الأخ أوكامبو أن يفتح فمه أمام أي مجرم حرب إسرائيلي مثل باراك أو أولمرت أو ليفني أو نتنياهو، بينما عمل فيها «ستين راجل في بعض» أمام عمر البشير!
هذا صحيح تمامًا وواقعي جدًا لكنه لا يغير من الأمر شيئًا؛ فالرئيس السوداني متهم بمجازر في دارفور، فأولاً حدثت مجازر ومذابح في دارفور فعلا لم يختلقها أحد ولم يصنعها إعلام، بل هي الحقيقة كاملة ومكملة، فقط الخلاف بين السيد البشير والجماعة الدولية في عدد القتلي هل هو ثلاثماثة ألف قتيل كما تقول التقارير الدولية أم مجرد عشرة آلاف قتيل كما تقول حكومة السودان وكأن عشرة آلاف رقم عادي وهيِّن والمفروض نرد ونقول صحيح هُمَّه ح يخوتوا دماغنا علي عشرة آلاف قتيل!! ثم إن البشير هو رئيس هذا البلد الذي ارتكب فيه هذه المذابح، ثم هناك جماعات وقبائل تتهمه بأنه وراء ارتكابها، ما الحل إذن؟
هل نعتمد علي قضاء السودان النزيه والمستقل الذي يشبه قضاءنا العربي من القاهرة وحتي صفاقس ومن عدن حتي حلب في أن يحاكم رئيس بلاده؟! وهل ننتظر من العالم العربي الديمقراطي والإنساني والحر وجامعة الدول العربية الفاعلة والقوية والتي تزأر في وجه الحكام العرب فيموتون رعبًا في جلودهم أن يحاكموا أو يسائلوا رئيس السودان عن قتل مئات الآلاف من شعبه؟! أم أن يحاسب البشير ويحاكمه شعب السودان الشقيق الذي هو شقيق فعلاً وجيناته والحامض النووي بتاعه يشبهنا تمامًا في خضوعه للرئيس وركوعه لقرارات الرئيس وهيامه في حكمة السيد الرئيس؟!. ومن ثم فلن يحاكم شعب عربي رئيسه؛ لأن الرئيس العربي من المحيط إلي الخليج ومن بنزرت إلي جوبا إله الناس ورب الشعب والعياذ بالله!
محكمة دولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري وشهداء لبنان مسألة مهمة وضرورية وحتمية في واقع لبناني هَشٍّ وواقع عربي استبدادي وديكتاتوري ولا يتمتع بذرة من العدالة، ومحكمة دولية لمحاكمة الرئيس السوداني أقل ما يمكن أن تقدمه الإنسانية لمئات الألوف من الضحايا والقتلي المسلمين عربًا وأفارقة الذين تم ذبحهم في دارفور!
قد ينجح البشير في النجاة من القبض عليه وقد ينقلب عليه مسئولو حكمه، لكن هذا لا يغير من حقيقة واضحة أنه متهم حتي تثبت براءته، وستسألني وما ضمانة أن المحكمة ستحكم بالعدل؟ والحقيقة أنه لا توجد أي ضمانة علي الإطلاق لكن هل ترك أي رئيس عربي أي ضمانة لمحاكمة معارضيه وخصومه بالعدل؟!. العدل لعبة في يد الحكام العرب وها هي اللعبة تلاعبهم!!
من أول السطر
إبراهيم عيسي
غريبة جدًا مصر؛ فهي التي شكرت ومدحت ورحبت وهللت منذ أيام ببدء المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري واعتبرت مصر ومعها حشد من حكومات دول الاعتدال والموالاة هذا الحدث بمثابة انتصار دولي للعدالة وللقانون هي نفسها التي تتذمر الآن وتعترض وتشجب قرار المحكمة الجنائية الدولية بالقبض علي البشير لمحاكمته في جرائم قتل مئات الآلاف من الشعب السوداني في دارفور!
يعني محاكمة من أجل جريمة قتل الحريري وعدد من الشخصيات اللبنانية تصبح شيئًا عظيمًا بديعًا محتفي به لدي حكومات الموالاة، بينما محاكمة لشخص واحد بتهمة قتل مئات الألوف شيءٌ يستحق التنديد والاستنكار والشجب! ما هذا الفصام الذهني العجيب الذي يتباهي بازدواجيته أمام العالم كله؟
قطعًا الغرب يكيل بميكالين والعدالة الدولية منحازة ضد العرب وتبول علي نفسها أمام الصهاينة والإسرئيليين، ومؤكد أن المحكمة الجنائية ومؤسسات الأمم المتحدة عاجزة وعرجاء وعمياء أمام جرائم الصهاينة في فلسطين ولا يجرؤ المدعي العام للمحكمة الجنائية الأخ أوكامبو أن يفتح فمه أمام أي مجرم حرب إسرائيلي مثل باراك أو أولمرت أو ليفني أو نتنياهو، بينما عمل فيها «ستين راجل في بعض» أمام عمر البشير!
هذا صحيح تمامًا وواقعي جدًا لكنه لا يغير من الأمر شيئًا؛ فالرئيس السوداني متهم بمجازر في دارفور، فأولاً حدثت مجازر ومذابح في دارفور فعلا لم يختلقها أحد ولم يصنعها إعلام، بل هي الحقيقة كاملة ومكملة، فقط الخلاف بين السيد البشير والجماعة الدولية في عدد القتلي هل هو ثلاثماثة ألف قتيل كما تقول التقارير الدولية أم مجرد عشرة آلاف قتيل كما تقول حكومة السودان وكأن عشرة آلاف رقم عادي وهيِّن والمفروض نرد ونقول صحيح هُمَّه ح يخوتوا دماغنا علي عشرة آلاف قتيل!! ثم إن البشير هو رئيس هذا البلد الذي ارتكب فيه هذه المذابح، ثم هناك جماعات وقبائل تتهمه بأنه وراء ارتكابها، ما الحل إذن؟
هل نعتمد علي قضاء السودان النزيه والمستقل الذي يشبه قضاءنا العربي من القاهرة وحتي صفاقس ومن عدن حتي حلب في أن يحاكم رئيس بلاده؟! وهل ننتظر من العالم العربي الديمقراطي والإنساني والحر وجامعة الدول العربية الفاعلة والقوية والتي تزأر في وجه الحكام العرب فيموتون رعبًا في جلودهم أن يحاكموا أو يسائلوا رئيس السودان عن قتل مئات الآلاف من شعبه؟! أم أن يحاسب البشير ويحاكمه شعب السودان الشقيق الذي هو شقيق فعلاً وجيناته والحامض النووي بتاعه يشبهنا تمامًا في خضوعه للرئيس وركوعه لقرارات الرئيس وهيامه في حكمة السيد الرئيس؟!. ومن ثم فلن يحاكم شعب عربي رئيسه؛ لأن الرئيس العربي من المحيط إلي الخليج ومن بنزرت إلي جوبا إله الناس ورب الشعب والعياذ بالله!
محكمة دولية لمحاكمة قتلة رفيق الحريري وشهداء لبنان مسألة مهمة وضرورية وحتمية في واقع لبناني هَشٍّ وواقع عربي استبدادي وديكتاتوري ولا يتمتع بذرة من العدالة، ومحكمة دولية لمحاكمة الرئيس السوداني أقل ما يمكن أن تقدمه الإنسانية لمئات الألوف من الضحايا والقتلي المسلمين عربًا وأفارقة الذين تم ذبحهم في دارفور!
قد ينجح البشير في النجاة من القبض عليه وقد ينقلب عليه مسئولو حكمه، لكن هذا لا يغير من حقيقة واضحة أنه متهم حتي تثبت براءته، وستسألني وما ضمانة أن المحكمة ستحكم بالعدل؟ والحقيقة أنه لا توجد أي ضمانة علي الإطلاق لكن هل ترك أي رئيس عربي أي ضمانة لمحاكمة معارضيه وخصومه بالعدل؟!. العدل لعبة في يد الحكام العرب وها هي اللعبة تلاعبهم!!
الخميس 26 مارس 2009 - 18:31 من طرف bassam
» بشرى سارة
الخميس 26 مارس 2009 - 18:30 من طرف bassam
» بسرعة أضغط هنا
الخميس 26 مارس 2009 - 18:24 من طرف bassam
» بسرعة أضغط هنا
الخميس 26 مارس 2009 - 18:22 من طرف bassam
» بشرى سارة
الأربعاء 18 مارس 2009 - 10:18 من طرف bassam
» بشرى سارة
الأربعاء 18 مارس 2009 - 10:18 من طرف bassam
» الآداب الإسلاميةآداب الطعام والشراب
الأحد 15 مارس 2009 - 14:27 من طرف ام بلال
» برنامج رجيم صحي
الأحد 15 مارس 2009 - 14:17 من طرف ام بلال
» البراء بن مالك قاتل المئة
الأحد 15 مارس 2009 - 13:58 من طرف ام بلال