من أخلاق الداعية
سلسلة نحو ترشيد الصحوة .
سلمان بن فهد العودة .
دار الوطن للنشر - الطبعة الأولى - ربيع الأول 1411هـ .
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الصحوة منا ، و نحن منها ، عزها عزنا ، و نصرها نصرنا ، و نحن أسعد الناس بها !
و ليس يجوز لقادر أن تكون مشاركته " الفرح " فحسب ، بل نريده " فرحاً " إيجابياً يتحول إلى كلمة بناءة ، أو نصيحة هادفة ، أو لفتة موفقة .
و ليس ترشيد الصحوة أمراً مما يطيقه الآحاد من الناس ، بل هو مسئولية الجميع .
فإلى المشاركة الإيجابية الجادة في هذه السلسلة المباركة قبل أن يفوت الركب ، و تطير الطيور بأرزاقها !
المؤلف
السعودية – القصيم – بريدة
ص ب 2782
1 _ بدون مقدمات :
كان من صحيح دعائه صلى الله عليه و سلم :
" اللهم اهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، و اصرف عني سيئها ، لا يصرف عني سيئها إلا أنت ، لبيك و سعديك ، و الخير كله في يديك ، و الشر ليس إليك ، أنا بك و إليك ، تباركت و تعاليت "مسلم 1/535 .
***********
" اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق و الأعمال و الأهواء " . الترمذي 5 / 536 .
***********
" اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي " . أحمد 1/ 403 ، 6/ 68 ، 155 .
**********
" اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل ، و الجبن و البخل ، و الهرم و القسوة ، و الغفلة و العيلة ، و الذلة و المسكنة ، و أعوذ بك من الفقر و الكفر ، و الفسق و الشقاق و النفاق ، و السمعة و الرياء ، و أعوذ بك من الصمم و البكم ، و الجنون و الجذام ، و البرص و سيئ الأسقام " . المستدرك 1/ 530 ، 531 .
2_ لأتمم مكارم الأخلاق :
تتبوأ الأخلاق في الإسلام موقعاً من أعظم المواقع ، حتى لقد صح عنه صلى الله عليه و سلم ، أنه قال : " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " .
و في لفظ : " مكارم الأخلاق " (1) .
فكأنه صلى الله عليه و سلم حصر المهمة التي بعث لها في هذا الأمر .. و لا غرابة !
* فإن نحن فهمنا " الأخلاق " على أنها تعامل العبد مع الله و مع الناس ، فالأمر واضح ، و هذا هو الدين كله ، كيف تتعامل مع الخالق ؟ كيف تعبده و توحده و تتجنب ما يسخطه ؟ و كيف تتعامل مع المخلوق ؟ و يدخل في ذلك الملائكة و الأنبياء و الصالحون و الأقربون ممن لهم حقوق الحب و الود ، كما يدخل فيه الصنف الآخر من الشياطين و الكفار و الفساق و المنافقين ممن يبغضهم الإنسان في ذات الله كالكفار ، أو يبغضهم من جانب واحد كالفساق الذين يكون فيهم أصل الإيمان بالله و رسله .
• أما إن فهمنا " الأخلاق " بمعنى أخص ، و أنها التعامل مع الناس فحسب ، فالحديث إذن محمول على بيان عظم فضل الأخلاق ، و علو مكانتها في الدين ، فهو كحديث : " الحج عرفة " (2) ، و حديث : " الدين النصيحة " (3).
إذ ليس المقصود حصر الحج في عرفة ، و لا حصر الدين كله في النصيحة إنما المقصود أن الوقوف بعرفة أعظم أركان الحج ، و أن للنصيحة مرتبة عالية في الدين .
فلا إشكال في الحديث على المعنيين ، و كلاهما له دلالة قوية على عظم شأن الخلق في الإسلام .
(1) رواه أحمد ( 2 / 381 ) ، و مالك بلاغاً ( 2 / 904 ) ، و البزار كما في المجمع ( 9 / 15 ) ، و قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح . و قال ابن عبد البر : هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة و غيره .
(2) رواه الترمذي 899 ، و أبو داود 1949 ، و النسائي 3044 ، و ابن ماجه 3015 ، و الدارمي و غيره .. جميعهم عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي .
(3) رواه مسلم 55 ، و أبو داود 4944 ، و النسائي 4197 – 4198 من حديث تميم الدارمي .
3_ مسلم .. و داعية :
من هذا المنطلق وجب على المسلم التحلي و التجمل بالخلق الحسن ، سواء كان داعية أم غير داعية ، إذ الأخلاق من مقاصد البعثة المحمدية التي أكرم الله بها الإنسان في الأرض كلها ، و خص المؤمنين بخصيصة منها ليست لسواهم ، حيث هداهم بها إلى الصراط المستقيم ، و زكى نفوسهم ، و علَّمهم ما لم يكونوا يعلمون : " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ، و يزكيهم ، و يعلمهم الكتاب و الحكمة ، و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " . ( سورة الجمعة / الآية 2 ) .
و التزكية المذكورة في الآية الكريمة تشمل تزكية النفس و تربيتها على معالي الأخلاق ، و تنقيتها من رديئها .. ففي الآية هذه كما في الحديث السابق تبدو الأخلاق مقصداً من مقاصد البعثة المحمدية ، بل من أبرز مقاصدها .
و إذا كان التحلي بالخلق الفاضل واجباً على آحاد المسلمين ... فما بالك بالداعية الذي يحمل راية الدعوة و شعارها .. و ينادي بها بين الناس ؟
إن الأنظار إليه أسرع ، و الخطأ منه أوقع ، و النقد عليه أشد ، و دعوته يجب أن تكون بحاله قبل مقاله .
و لذلك فتخلقه بالخلق الكريم أوجب و ألزم ، قياما بحق ما جعل الله على كاهله من الأعباء الجسام .. كما قال الشاعر :
شكرا لفضلك إذ حملت كاهلنا *** مما وثقت بنا ما كان من نوب !
و حماية للدعوة و أهلها من ألسنة المغرضين ، و أقلام الخصوم الشانئين ، و أوهام الغفل و المتعجلين !
سلسلة نحو ترشيد الصحوة .
سلمان بن فهد العودة .
دار الوطن للنشر - الطبعة الأولى - ربيع الأول 1411هـ .
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الصحوة منا ، و نحن منها ، عزها عزنا ، و نصرها نصرنا ، و نحن أسعد الناس بها !
و ليس يجوز لقادر أن تكون مشاركته " الفرح " فحسب ، بل نريده " فرحاً " إيجابياً يتحول إلى كلمة بناءة ، أو نصيحة هادفة ، أو لفتة موفقة .
و ليس ترشيد الصحوة أمراً مما يطيقه الآحاد من الناس ، بل هو مسئولية الجميع .
فإلى المشاركة الإيجابية الجادة في هذه السلسلة المباركة قبل أن يفوت الركب ، و تطير الطيور بأرزاقها !
المؤلف
السعودية – القصيم – بريدة
ص ب 2782
1 _ بدون مقدمات :
كان من صحيح دعائه صلى الله عليه و سلم :
" اللهم اهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، و اصرف عني سيئها ، لا يصرف عني سيئها إلا أنت ، لبيك و سعديك ، و الخير كله في يديك ، و الشر ليس إليك ، أنا بك و إليك ، تباركت و تعاليت "مسلم 1/535 .
***********
" اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق و الأعمال و الأهواء " . الترمذي 5 / 536 .
***********
" اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي " . أحمد 1/ 403 ، 6/ 68 ، 155 .
**********
" اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل ، و الجبن و البخل ، و الهرم و القسوة ، و الغفلة و العيلة ، و الذلة و المسكنة ، و أعوذ بك من الفقر و الكفر ، و الفسق و الشقاق و النفاق ، و السمعة و الرياء ، و أعوذ بك من الصمم و البكم ، و الجنون و الجذام ، و البرص و سيئ الأسقام " . المستدرك 1/ 530 ، 531 .
2_ لأتمم مكارم الأخلاق :
تتبوأ الأخلاق في الإسلام موقعاً من أعظم المواقع ، حتى لقد صح عنه صلى الله عليه و سلم ، أنه قال : " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق " .
و في لفظ : " مكارم الأخلاق " (1) .
فكأنه صلى الله عليه و سلم حصر المهمة التي بعث لها في هذا الأمر .. و لا غرابة !
* فإن نحن فهمنا " الأخلاق " على أنها تعامل العبد مع الله و مع الناس ، فالأمر واضح ، و هذا هو الدين كله ، كيف تتعامل مع الخالق ؟ كيف تعبده و توحده و تتجنب ما يسخطه ؟ و كيف تتعامل مع المخلوق ؟ و يدخل في ذلك الملائكة و الأنبياء و الصالحون و الأقربون ممن لهم حقوق الحب و الود ، كما يدخل فيه الصنف الآخر من الشياطين و الكفار و الفساق و المنافقين ممن يبغضهم الإنسان في ذات الله كالكفار ، أو يبغضهم من جانب واحد كالفساق الذين يكون فيهم أصل الإيمان بالله و رسله .
• أما إن فهمنا " الأخلاق " بمعنى أخص ، و أنها التعامل مع الناس فحسب ، فالحديث إذن محمول على بيان عظم فضل الأخلاق ، و علو مكانتها في الدين ، فهو كحديث : " الحج عرفة " (2) ، و حديث : " الدين النصيحة " (3).
إذ ليس المقصود حصر الحج في عرفة ، و لا حصر الدين كله في النصيحة إنما المقصود أن الوقوف بعرفة أعظم أركان الحج ، و أن للنصيحة مرتبة عالية في الدين .
فلا إشكال في الحديث على المعنيين ، و كلاهما له دلالة قوية على عظم شأن الخلق في الإسلام .
(1) رواه أحمد ( 2 / 381 ) ، و مالك بلاغاً ( 2 / 904 ) ، و البزار كما في المجمع ( 9 / 15 ) ، و قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح . و قال ابن عبد البر : هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة و غيره .
(2) رواه الترمذي 899 ، و أبو داود 1949 ، و النسائي 3044 ، و ابن ماجه 3015 ، و الدارمي و غيره .. جميعهم عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي .
(3) رواه مسلم 55 ، و أبو داود 4944 ، و النسائي 4197 – 4198 من حديث تميم الدارمي .
3_ مسلم .. و داعية :
من هذا المنطلق وجب على المسلم التحلي و التجمل بالخلق الحسن ، سواء كان داعية أم غير داعية ، إذ الأخلاق من مقاصد البعثة المحمدية التي أكرم الله بها الإنسان في الأرض كلها ، و خص المؤمنين بخصيصة منها ليست لسواهم ، حيث هداهم بها إلى الصراط المستقيم ، و زكى نفوسهم ، و علَّمهم ما لم يكونوا يعلمون : " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ، و يزكيهم ، و يعلمهم الكتاب و الحكمة ، و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " . ( سورة الجمعة / الآية 2 ) .
و التزكية المذكورة في الآية الكريمة تشمل تزكية النفس و تربيتها على معالي الأخلاق ، و تنقيتها من رديئها .. ففي الآية هذه كما في الحديث السابق تبدو الأخلاق مقصداً من مقاصد البعثة المحمدية ، بل من أبرز مقاصدها .
و إذا كان التحلي بالخلق الفاضل واجباً على آحاد المسلمين ... فما بالك بالداعية الذي يحمل راية الدعوة و شعارها .. و ينادي بها بين الناس ؟
إن الأنظار إليه أسرع ، و الخطأ منه أوقع ، و النقد عليه أشد ، و دعوته يجب أن تكون بحاله قبل مقاله .
و لذلك فتخلقه بالخلق الكريم أوجب و ألزم ، قياما بحق ما جعل الله على كاهله من الأعباء الجسام .. كما قال الشاعر :
شكرا لفضلك إذ حملت كاهلنا *** مما وثقت بنا ما كان من نوب !
و حماية للدعوة و أهلها من ألسنة المغرضين ، و أقلام الخصوم الشانئين ، و أوهام الغفل و المتعجلين !
الخميس 26 مارس 2009 - 18:31 من طرف bassam
» بشرى سارة
الخميس 26 مارس 2009 - 18:30 من طرف bassam
» بسرعة أضغط هنا
الخميس 26 مارس 2009 - 18:24 من طرف bassam
» بسرعة أضغط هنا
الخميس 26 مارس 2009 - 18:22 من طرف bassam
» بشرى سارة
الأربعاء 18 مارس 2009 - 10:18 من طرف bassam
» بشرى سارة
الأربعاء 18 مارس 2009 - 10:18 من طرف bassam
» الآداب الإسلاميةآداب الطعام والشراب
الأحد 15 مارس 2009 - 14:27 من طرف ام بلال
» برنامج رجيم صحي
الأحد 15 مارس 2009 - 14:17 من طرف ام بلال
» البراء بن مالك قاتل المئة
الأحد 15 مارس 2009 - 13:58 من طرف ام بلال